فضل العشر الأواخر من شهر رمضان و ليلة القدر
إدراك رمضان
إدراك رمضان منَّةٌ كبرى، ونعمةٌ عظمى،
فبإدراكه وصيام نهاره وقيام ليله، تسبق الشهداءَ في سبيل الله.
- ويتأكد وعد الله عز وجل بأن الذي يصوم رمضان
كان حقًّا على الله أن يدخله الجنة.
- عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم،
قال: ((من آمن بالله ورسوله، وأقام الصلاة، وصام رمضان، كان حقًّا على الله أن يدخله
الجنة، هاجر في سبيل الله، أو جلس في أرضه التي ولد فيها)).
- قالوا: يا رسول الله، أفلا ننبئ الناس بذلك؟ قال: ((إن في الجنة مائة درجةٍ، أعدها الله للمجاهدين في سبيله، كل درجتين ما بينهما كما بين السماء والأرض.
- فإذا سألتم الله فسَلُوه الفِردوس؛ فإنه أوسط الجنة،
وأعلى الجنة، وفوقه عرش الرحمن، ومنه تَفَجَّرُ أنهارُ الجنة)
- قد ثبت في الحديث عن طلحة بن
عبيد الله: أن
رجلين من من أهل اليمن قدما على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان إسلامهما جميعا.
- فكان أحدهما أشد اجتهادا من الآخر، فغزا المجتهد منهما فاستشهد.
- ثم مكث الآخر بعده سنة ثم توفي.
- قال طلحة: فرأيت في المنام بينا أنا عند باب الجنة إذا أنا بهما
- فخرج خارج من الجنة فأذن للذي توفي الآخر منهما، ثم خرج فأذن للذي استشهد، ثم رجع إليَّ
-فقال: ارجع فإنك لم يأن لك بعد، فأصبح طلحة يحدث به الناس فعجبوا لذلك، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وحدثوه الحديث.
- فقال: من أي ذلك تعجبون؟ فقالوا: يا رسول الله؛ هذا كان أشد الرجلين اجتهادا ثم استشهد
- ودخل هذا الآخر الجنة قبله.
- فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أليس قد مكث هذا بعده سنة؟ قالوا: بلى
- قال: وأدرك رمضان فصام وصلى كذا وكذا من سجدة في السنة؟ قالوا: بلى
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فما بينهما أبعد مما بين السماء والأرض.
ليلة القدر
-القرآن كلام الله المعجز تحدى الله به الإنس و الجن
- وقد سجّل القرآن الكريم هذا التحدي على مراحل ثلاث:
١ - تحداهم بالقرآن كله على أن يأتوا بمثله وهم أهل الفصاحة والبلاغة
- فقال تعالى: (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً )
- فلم يقدروا فقلل هذا إلى 10 سور
٢ - تحداهم أن
يأتوا بعشر سور مثله.
- حيث قال تعالى: ( أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَياتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ* فَإِن لم يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّما أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ الآية
-فلم يستطيعوا فتدرج معهم إلى ما هو أقل من ذلك أن يأتوا بسورة من مثله.
٣ - تنزل معهم في التحدي إلى أن يأتوا بسورة واحدة من القرآن- فما استطاعوا
-حيث قال تعالى: ﴿ أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ ۖ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ﴾ومع هذا لم يستطيعوا.
- هذا القرآن العظيم كلام الله نزل به ملك ذو قدر وهو جبريل على نبي ذي قدر وهو حبيبنا محمد في شهر ذي قدر و هو شهر رمضان في ليلة ذات قدر وهى ليلة القدر
حم وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ
· أنزله الله في ليلة مباركة
- القرآن قبل أنْ ينزل ويباشر مهمته في الوجود
كان في أيِّ مكان؟
- كان في اللوح المحفوظ { { إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ * لاَّ يَمَسُّهُ إِلاَّ ٱلْمُطَهَّرُونَ }
- وقال: { { وَإِنَّهُ فِيۤ أُمِّ ٱلْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ }
- فالنزول الأول للقرآن كان جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا.
- ثم بعد ذلك نزل مُنجَّماً حسْب الأحوال والأحداث.
- نزل به الملَكُ جبريل على قلب سيدنا رسول الله.
- الليلة المباركة هي ليلة القدر ، لأن الله
جل وعلا يقول
- ( فيها يُفرق كل أمر حكيم )
- أي يُقَدَّرُ و يفصل فِيهَا أَحْكَام تِلْكَ السَّنَة لِقَوْلِهِ تَعَالَى ( فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ )
- لِقَوْلِهِ تَعَالَى ( فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ )
- قال تعالى : (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ(1)وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ(2)لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ(3)تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ(4)سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ )
- عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: في شهر رمضان: «فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم» .
أَهِلِّي لَيْلَةَ الْقَدْرِ .... هِلَالُكِ فَاضَ بِالْبِشْرِ
===============
مَلَائِكَةُ السَّمَا نَزَلَتْ .... وَرُوحُ الْقُدْسِ بِالْخَيْرِ
===============
هَنِيئًا لِلَّذِي يَسْعَىٰ ..... لِيَقْنِصَ أَجْرَهَا الْمُغْرِي
===============
إِذَا مَا قَامَ إِيمَانًا ...... وَحُسْبَانًا لِذَا الْأَجْرِ
===============
سَلَامٌ مِنْ بِدَايَتِهَا ........ وَحَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ
===============
تَعَالَى اللَّٰهُ بَارِئُهَا ...... وَجَلَّ مُصَرِّفُ الدَّهْرِ
===============
وَأَخْتِمُ بِالصَّلَاةِ عَلَىٰ .... شَفِيعِ النَّاسِ فِي الْحَشْرِ
في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها، قالت: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا دخل العشرُ شدَّ مئزرَه ، وأحيَا ليله، وأيقظَ أهلَه»
- وفي رواية لمسلم عنها، قالت:
«كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يجتهدُ في العشرِ الأواخرِ من رمضانَ ما لا يجتهدُ في غيرِه»
- عن علي رضي الله عنه أنه - صلى الله عليه وسلم -: كان يوقظ أهله في العشر الأواخر من رمضان، وكلَّ صغيرٍ وكبيرٍ يطيق الصلاة.
- وصح أنه - صلى الله عليه وسلم -: كان يطرق الباب على فاطمة ، وعلي ليلا، فيقول «ألا تصليان "
- وكان يتجه إلا حجرات نسائه آمرا فيقول " أيقظوا صواحب الحُجَر فرب كاسية في الدنيا عارية يوم القيامة "
- كثرة العبادة سبب لستر الله على عباده؛ ولهذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم:
- (أيقظوا صواحب الحُجَر) حتى يصلين، والسبب في هذا (فرب كاسية في الدنيا، عارية في الآخرة)
فرب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة”
- قال ابن حجر: ” اختلف في المراد بقوله: “كاسية”، و”عارية” على أوجه؛
- أحدها: كاسية في الدنيا بالثياب، لوجود الغنى.
- عارية في الآخرة من الثواب، لعدم العمل في الدنيا.
- ثالثها: كاسية من نعم الله ، عارية من الشكر الذي تظهر ثمرته في الآخرة بالثواب.
- يتعرى يوم القيامة بالفضيحة؛ ولهذا نقول: إن الله عز وجل يستر عبده يوم القيامة.
- وكذلك في الدنيا بطاعته له، والله سبحانه وتعالى والله جل وعلا حيي ستير لا يفضح عبده الطائع له
- في الصحيحين عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يدنو المؤمن (أي من ربه تعالى) حتى يضع عليه كنفه (أي ستره)
- فيقرره بذنوبه: تعرف ذنب كذا؟ يقول: أعرف، يقول: رب أعرف
- مرتين، فيقول: سترتها في الدنيا وأغفرها لك اليوم
- ثم تطوى صحيفة حسناته، وأما الآخرون أو الكفار فينادى على رؤوس الأشهاد: هَؤُلاء الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ.
- وكان – صلى الله عليه و سلم - لا يترك أحداً من أهل بيته صغيراً أو كبيراً يطيق الصلاة إلا و أيقظه
- فمن حديث على رضي الله عنه قال "أن النبي – صلى الله عليه و سلم - كان يوقظ أهله في العشر الأواخر من رمضان ، و كل صغير و كبير يطيق الصلاة "
- وورد أن عمر رضي الله عنه، كان يصلي من الليل ما شاء الله، حتى إذا كان نصف الليل أيقظ أهله للصلاة.
- يقول لهم: الصلاة الصلاة، ويتلو هذه الآية {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا}.
0 تعليقات
اكتب سؤالك وسنرد عليه في أقرب وقت
Emoji